نص غاستون بيرجي عزلة الأنا
إنجاز: ذ. هشام عزيزي
كيف لا أحس (...) بأن هذه الحميمية مع ذاتي التي تحميني وتحددني ، هي عائق نهائي أمام كل تواصل مع الغير ؟ فقبل قليل ، كنت بالكاد موجودا وسط الآخرين . ولآن ، اكتشفت فرحة الإحساس بأنني أحيا إلا أنني وحيد في الانتشاء بفرحي .
إن روحي ملك لي فعلا ، غير أنني سجين داخلها ، ولا يمكن للآخرين اختراق وعيي ، مثلما لا يمكنني فتح أبوابه لهم حتى ولو تمنيت ذلك بكل صدق (...) إن نجاحي الظاهر يخفي هزيمة شاملة : فالتجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي ، وهي تجربة تظل غير قابلة ، اعتبارا لجوهرها ، لتكون موضوع نقل أو إخبار . فأنا أعيش وحيدا محاطا بسور ؛ وأشعر بالعزلة أكثر من شعوري بالوحدة ، وعالمي السري سجن منيع .
واكتشف، في نفس الوقت ،أن أبواب عالم الآخرين موصدة في وجهي وعالمهم منغلق بقدر انغلاق عالمي أمامهم . إن ألم الغير ، يكشف لي بمرارة انفصالنا الجدري عن بعضنا البعض ،انفصالا لا يقبل بتاتا الاختزال .فعندما يتألم صديقي، يمكنني، بكل تأكيد، مساعدته بفعالية ،ومواساته بكلامي ،ومحاولة تعويض الألم الذي يمزقه بلطف .غير أن ألمه يبقى رغم ذلك ،ألما برانيا بالنسبة لذاتي. فتجربة الألم تظل تجربته الشخصية هو وليست تجربتي أنا .إني أتعذب بقدر ما يتعذب ، وربما أكثر منه ،لكن دائما بشكل مغاير تماما عنه. فأنا لا أكون أبدا "معه" بشكل كلي (......)
هكذا هو الإنسان ،سجين في آلامه ،ومنعزل في لذاته ووحيد في موته (...)محكوم عليه بان لا يشبع أبدا رغبته في التواصل،والتي لن يتخلى عنها أبدا.
غاستون بيرجي ، من القريب إلى الشبيه ، حضور الغير ، عمل جماعي 1957، ص .89 – 88
تعريف بصاحب النص :
إنجاز: ذ. هشام عزيزي
كيف لا أحس (...) بأن هذه الحميمية مع ذاتي التي تحميني وتحددني ، هي عائق نهائي أمام كل تواصل مع الغير ؟ فقبل قليل ، كنت بالكاد موجودا وسط الآخرين . ولآن ، اكتشفت فرحة الإحساس بأنني أحيا إلا أنني وحيد في الانتشاء بفرحي .
إن روحي ملك لي فعلا ، غير أنني سجين داخلها ، ولا يمكن للآخرين اختراق وعيي ، مثلما لا يمكنني فتح أبوابه لهم حتى ولو تمنيت ذلك بكل صدق (...) إن نجاحي الظاهر يخفي هزيمة شاملة : فالتجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي ، وهي تجربة تظل غير قابلة ، اعتبارا لجوهرها ، لتكون موضوع نقل أو إخبار . فأنا أعيش وحيدا محاطا بسور ؛ وأشعر بالعزلة أكثر من شعوري بالوحدة ، وعالمي السري سجن منيع .
واكتشف، في نفس الوقت ،أن أبواب عالم الآخرين موصدة في وجهي وعالمهم منغلق بقدر انغلاق عالمي أمامهم . إن ألم الغير ، يكشف لي بمرارة انفصالنا الجدري عن بعضنا البعض ،انفصالا لا يقبل بتاتا الاختزال .فعندما يتألم صديقي، يمكنني، بكل تأكيد، مساعدته بفعالية ،ومواساته بكلامي ،ومحاولة تعويض الألم الذي يمزقه بلطف .غير أن ألمه يبقى رغم ذلك ،ألما برانيا بالنسبة لذاتي. فتجربة الألم تظل تجربته الشخصية هو وليست تجربتي أنا .إني أتعذب بقدر ما يتعذب ، وربما أكثر منه ،لكن دائما بشكل مغاير تماما عنه. فأنا لا أكون أبدا "معه" بشكل كلي (......)
هكذا هو الإنسان ،سجين في آلامه ،ومنعزل في لذاته ووحيد في موته (...)محكوم عليه بان لا يشبع أبدا رغبته في التواصل،والتي لن يتخلى عنها أبدا.
غاستون بيرجي ، من القريب إلى الشبيه ، حضور الغير ، عمل جماعي 1957، ص .89 – 88
تعريف بصاحب النص :
غاستون بيرجي ، من أهم مؤلفاته : من القريب إلى الشبيه ، حضور الغير ،
إشكال النص :
إذا كان الغير هو الأخر من الناس فهل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة ؟
الأفكار الأساسية:
يعتبر بيرجي أن التجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي كما أنها غير قابلة لتكون موضوع نقل وإخبار.
إن ما يؤكد انفصالنا الجذري عن الغير هو تجربة الألم التي تظل تجربة شخصية و ألما خارجيا عن ذاتي.
أطروحة النص :
الأساليب الحجاجية :
اعتمد غاستون بيرجي مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن الفكرة القائلة باستحالة معرفة الغير، نذكر منها :
أسلوب التأكيد: ويبدو ذلك واضحا في ''التجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي...''.
أسلوب المثال: ويتجلى ذلك في " فعندما يتألم صديقي، يمكنني، بكل تأكيد، مساعدته بفعالية، ومواساته بكلامي، ومحاولة تعويض الألم الذي يمزقه بلطف...".
أسلوب التفسير: ويتمثل ذلك في " التجربة الذاتية … هي … وهي تجربة تظل غير قابلة... لتكون موضوع نقل أو إخبار...".
استنتاج :
إذا كان الغير هو الأخر من الناس فهل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة ؟
الأفكار الأساسية:
يعتبر بيرجي أن التجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي كما أنها غير قابلة لتكون موضوع نقل وإخبار.
إن ما يؤكد انفصالنا الجذري عن الغير هو تجربة الألم التي تظل تجربة شخصية و ألما خارجيا عن ذاتي.
أطروحة النص :
الأساليب الحجاجية :
اعتمد غاستون بيرجي مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن الفكرة القائلة باستحالة معرفة الغير، نذكر منها :
أسلوب التأكيد: ويبدو ذلك واضحا في ''التجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي...''.
أسلوب المثال: ويتجلى ذلك في " فعندما يتألم صديقي، يمكنني، بكل تأكيد، مساعدته بفعالية، ومواساته بكلامي، ومحاولة تعويض الألم الذي يمزقه بلطف...".
أسلوب التفسير: ويتمثل ذلك في " التجربة الذاتية … هي … وهي تجربة تظل غير قابلة... لتكون موضوع نقل أو إخبار...".
استنتاج :